سورة الأحزاب - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


قوله عز وجل: {يَا نِسَآءَ النَّبِيَّ لَسْتنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النِّسَآءِ} قال قتادة: من نساء هذه الأمة.
{إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} قال مقاتل: إنكن أحق بالتقوى من سائر النساء
{فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} فيه ستة أوجه
أحدها: معناه فلا ترققن بالقول.
الثاني: فلا ترخصن بالقول، قاله ابن عباس.
الثالث: فلا تُلِن القول، قاله الفراء.
الرابع: لا تتكلمن بالرفث، قاله الحسن. قال متمم.
ولستُ إذا ما أحدث الدهر نوبة *** عليه بزوّار القرائب أخضعا
الخامس: هو الكلام الذي فيه ما يهوى المريب
السادس: هو ما يدخل من كلام النساء في قلوب الرجال، قاله ابن زيد.

{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} فيه قولان
أحدهما: أنه شهوة الزنى والفجور، قاله عكرمة والسدي.
الثاني: أنه النفاق، قاله قتادة. وكان أكثر من تصيبه الحدود في زمان النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون.

{وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: صحيحاً، قاله الكلبي.
الثاني: عفيفاً، قاله الضحاك.
الثالث: جميلاً.

قوله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} قرئت على وجهين:
أحدهما: بفتح القاف، قرأه نافع وعاصم، وتأويلها اقررن في بيوتكن، من القرار في مكان.
الثاني: بكسر القاف: قرأها الباقون، وتأويلها كن أهل وقار وسكينة.
{وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} وفي خمسة أوجه
أحدها: أنه التبختر، قاله ابن أبي نجيح.
الثاني: كانت لهن مشية تكسرٍ وتغنج، فنهاهن عن ذلك، قاله قتادة، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «المَائِلاَتُ المُمِيلاَتُ: اللاَّئِي يَسْتَمِلْنَ قُلُوبَ الرِّجَالِ إلَيهِنَّ».
الثالث: أنه كانت المرأة تمشي بين يدي الرجل، فذلك هو التبرج، قاله مجاهد.
الرابع: هو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ليواري قلائدها وعنقها وقرطها، ويبدو ذلك كله منها، فذلك هو التبرج، قال مقاتل بن حيان.
الخامس: أن تبدي من محاسنها ما أوجب الله تعالى عليها ستره، حكاه النقاش وأصله من برج العين وهو السعة فيها.

وفي {الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} أربعة أقاويل:
أحدها: ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام، قاله الشعبي وابن أبي نجيح.
الثاني: زمان إبراهيم، قاله مقاتل والكلبي، وكانت المرأة في ذلك الزمان تلبس درعاً مفرجاً ليس عليها غيره وتمشي في الطريق، وكان زمان نمرود.
الثالث: أنه ما بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة، وكان نساؤهم أقبح ما تكون النساء، ورجالهم حسان، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسها، فهو تبرج الجاهلية الأولى: قاله الحسن.
الرابع: أنه ما بين نوح وإدريس. روى عكرمة عن ابن عباس أن الجاهلية الأولى كانت ألف سنة. وفيه قولان:
أحدهما: أنه كانت المرأة في زمانها تجمع زوجاً وخلما، والخلم الصاحب، فتجعل لزوجها النصف الأسفل ولخلمها نصفها الأعلى، ولذلك يقول بعض الخلوم:
فهل لك في البدال أبا خبيب *** فأرضى بالأكارع والعجُوز
الثاني: وهو مبدأ الفاحشة، وهو أن بطنين من بني آدم كان أحدهما يسكن السهل، والآخر يسكن الجبل، وكان رجال الجبل صباحاً وفي النساء دمامة، وأن إبليس اتخذ لهم عيداً فاختلط أهل السهل بأهل الجبل فظهرت الفاحشة فيهم، فهو تبرج الجاهلية.

قوله عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} وفي الرجس ها هنا ستة أقاويل:
أحدها: الإثم، قاله السدي.
الثاني: الشرك، قاله الحسن.
الثالث: الشيطان، قاله ابن زيد.
الرابع: المعاصي.
الخامس: الشك.
السادس: الأقذار.

وفي قوله تعالى {أَهْلَ الْبَيْتِ} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه عنى علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، قاله أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.
الثاني: أنه عنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قاله ابن عباس وعكرمة.
الثالث: أنها في الأهل والأزواج، قاله الضحاك.
{وَيُطَهّرَكُمْ تطْهِيراً} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: من الإثم، قاله السدي.
الثاني: من السوء، قاله قتادة.
الثالث: من الذنوب، قاله الكلبي، ومعانيها متقاربة.
وفي تأويل هذه الآية لأصحاب الخواطر ثلاثة أوجه:
أحدها: يذهب عنكم رجس الأهواء والتبرج ويطهركم من دنس الدنيا والميل إليها.
الثاني: يذهب عنكم رجس الغل والحسد، ويطهركم بالتوفيق والهداية.
الثالث: يذهب عنكم رجس البخل والطمع ويطهركم بالسخاء والإيثار، روى أبو ليلى الكندي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها على منام له، عليه كساء خيبري.
قوله عز وجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ} قال قتادة القرآن.

{وَالْحِكْمَةِ} فيها وجهان
أحدهما: السنة، قاله قتادة.
الثاني: الحلال والحرام والحدود، قاله مقاتل.
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} قال عطية العوفي: لطيفاً باستخراجها خبيراً بموضعها.


قوله عز وجل: {إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} سبب نزول هذه الآية ما رواه يحيى بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: يا رسول الله ما للرجال يذكرون في القرآن ولا تذكر النساء؛ فنزلت {إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية وفيها قولان:
أحدهما: يعني بالمسلمين والمسلمات المتذللين والمتذللات. وبالمؤمنين والمؤمنات المصدقين والمصدقات.
الثاني: أنهما في الدين، فعلى هذا في الإسلام والإيمان قولان:
أحدهما: أنهما واحد في المعنى وإن اختلفا في الأسماء.
الثاني: أنهما مختلفان على قولين:
أحدهما: أن الإسلام الإقرار باللسان، والإيمان التصديق به، قاله الكلبي.
الثاني: أن الإسلام هو اسم الدين والإيمان هو التصديق به والعمل عليه.
{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتاتِ} فيه وجهان
أحدهما: المطيعين والمطيعات، قاله ابن جبير.
الثاني: الداعين والداعيات.
{وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} فيه وجهان
أحدهما: الصادقين في إيمانهم والصادقات، قاله ابن جبير.
الثاني: في عهودهم.
{وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} فيه وجهان
أحدهما: على أمر الله ونهيه، قاله ابن جبير.
الثاني: في البأساء والضراء.
{والْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: المتواضعين والمتواضعات، قاله ابن جبير.
الثاني: الخائفين والخائفات: قاله يحيى بن سلام وقتادة.
الثالث: المصلين والمصليات، قاله الكلبي.
{وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} فيه وجهان
أحدهما: المتصدقين والمتصدقات بأنفسهم في طاعة الله.
الثاني: بأموالهم. ثم فيه وجهان:
أحدهما: المؤدين الزكوات المفروضات.
الثاني: المتطوعين بأداء النوافل بعد المفروضات، قاله ابن شجرة.
{وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} فيه وجهان
أحدهما: الإمساك عن المعاصي والقبائح.
الثاني: عن الطعام والشراب وهو الصوم الشرعي. وفيه وجهان:
أحدهما: صوم الفرض.
الثاني: شهر رمضان وثلاثة أيامٍ من كل شهر، قاله ابن جبير. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صَومُ الشَّهْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ يُذْهِبْنَ وَغْرَ الصَّدْرِ».

{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} فيه وجهان
أحدهما: عن الفواحش.
الثاني: أنه أراد منافذ الجسد كلها فيحفظون أسماعهم عن اللغو والخنا، وأفواههم عن قول الزور وأكل الحرام. وفروجهم عن الفواحش.

{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ} فيهم ثلاثة أوجه
أحدها: باللسان قاله يحيى بن سلام.
الثاني: التالون لكتابه، قاله ابن شجرة.
الثالث: المصلين والمصليات، حكاه النقاش.

{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجَرْاً عَظِيماً} لعلمهم، قاله ابن جبير، قال قتادة: وكانت هذه الآية أول آية نزلت في النساء فذكرن بخير.


قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيرَةُ مِنُ أَمْرِهِمْ} فيها قولان:
أحدهما: أنها نزلت في زينب بنت جحش خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فامتنعت وامتنع أخوها عبد الله بن جحش وأنهما ولدا عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهما أميمة بنت عبد المطلب وأن زيداً كان بالأمس عبداً فنزلت هذه الآية فقالت: أمري بيدك يا رسول الله فزوجها به، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة. قال مقاتل: ساق إليها عشرة دنانير وستين درهماً وملحفة ودرعاً وخمسين مداً من طعام وعشرة أمداد من تمر.
الثاني: أنها نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم قال «قَدْ قَبِلْتُ» فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا: إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزّوجنا عبده فنزلت هذه الآية، قاله ابن زيد.

{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً} فيه قولان
أحدهما: فقد جار جوراً مبيناً، قاله ابن شجرة.
الثاني: فقد أخطأ خطأ طويلاً، قاله السدي ومقاتل.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9